أوضح معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، السيد المختار ولد داهي، أن السنوات الأربع الماضية شهدت اتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها الرفع من شأن التعليم.
وأضاف في خطاب ألقاه مساء اليوم الثلاثاء خلال حفل تسليم جائزة رئيس الجمهورية للعلوم بالمركز الدولي للمؤتمرات في نواكشوط، أن هذه الإجراءات شملت زيادة الرواتب والعلاوات والمعاشات زيادة معتبرة، وزيادة الفصول الدراسية والطاولات، واكتتاب 8000 من المعلمين والأساتذة ومقدمي الخدمات، وتوفير 3.2 مليون من الكتاب المدرسي، وتطور النفاذ للكفالات المدرسية من 63025 مكفولا سنة 2019 إلى 199337 مكفولا خلال السنة الدراسية 2022- 2023.
وهذا نص الخطاب:
“بسم الله الرحمن الرحيم،
وصلى الله على نبيه الكريم،
فخامة رئيس الجمهورية،
السيد رئيس الجمعية الوطنية،
السيد رئيس المجلس الدستوري،
السادة والسيدات الوزراء،
السادة أعضاء السلك الدبلوماسي،
السيد الوالي،
السيدة رئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط،
أيها المدعوون الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
اللقاء الجامع اليوم عنوانه إشرافكم فخامة الرئيس على توزيع جوائز التميز لفائدة الفائزين في مسابقتين “الرالي والأولمبياد” دأب القطاع المكلف بالتهذيب على تنظيمهما تثمينا واستكشافا وتحفيزا للمواهب خصوصا في مواد: الرياضيات-الفيزياء-العلوم الطبيعية.
ويُنظَّمُ السباق العلمي “الرالي” حسب ثلاثة مسارات في إطار عمل جماعي و تنافس فرق أما السباق “الأولمبياد” فيتم وفق مسار فردي و منافسة بين أفراد و قد وصل عدد المتنافسين هذا العام في السباقين 10.521 منهم 4.599 متسابقا ضمن نسخة” الرالي” و 5.932 متسابق بسباق الأولمبياد مما يمثل زيادة 5357 متسابق مقارنة مع 2019 و الجدير بالتذكير أنه منذ إنشاء الجائزة شارك فيها 57.864 تلميذا وحصلت بلادنا في السنوات الثلاثة الماضية على 17 ميدالية ( 3ميداليات فضية و14 ميدالية برونزية) في الأولمبياد العربي والأولمبياد الإفريقي للرياضيات و7 ميداليات شرف في الأولمبياد الدولي للرياضيات، آخرها تلك التي حصل عليها أحد الطلاب المكرمين اليوم، قبل أسبوعين في الأولمبياد الدولي للرياضات المنظمة في اليابان، واحتلت بلادنا المرتبة الخامسة عربيا والرابعة إفريقيا وتقدمت في الترتيب العام على المستوى الدولي بأربعة عشر نقطة.
نحنُ بقطاع التهذيب-فخامة الرئيس- واعون للرسائل العامة لإشرافكم المباشر المستديم على تكريم الفائزين في هذين السباقين العلميين واسعَيْ المشاركة و التي منها قناعتكم التامة بأن التعليم هو المهماز الأول للصحة العقلية والبدنية للمراهقين والشباب، وأنه العامل الأساسي في الاستقرار النفسي والاجتماعي لرواده، وأنه الشرط اللازم لمحاربة التطرف والفقر والكسل، والمصعد الآمنُ للنمو الاقتصادي والثقافي والاجتماعي للبلد ، كما أنه يُحَضّر عقلية أجيال الشباب لاقتناء آليات التفكير النقدي والنقد الذاتي، وبأن التعليم هو فعلا المضغة التي إذا صلحت صلُح و صحَّ الجسد الوطني كله.
كما أننا بالقطاع واعون للمقاصد الخاصة لإشرافكم على تسليم جائزة رئيس الجمهورية للعلوم إذكاءً لروح التنافس الإيجابي الخلاق للإبداع في مجالات الرياضيات والفيزياء والعلوم وذلك ابتغاء حث التلاميذ بموريتانيا على الانتساب لهذه الشعب والتعلق بها والإبداع فيها سدا لنواقص ملاحظة وطموحا إلى بناء “إشعاع علمي وطنيا وإقليميا ودوليا” في هذا المجال مثلت “التكريمات ” التي حصل عليها تلاميذ موريتانيون (336 تلميذا) بواكير ثمار هذه الجائزة وهو ما يستحق التنويه والتثمين لكن الواجب أن نشير إلى أن باستطاعة القطاع أن يُنجِز المزيد ..بمزيد التضحية أولا من القائمين عليه أولا لكن أيضا بزيادة المخصصات المالية لهذا النوع من المنافسات والنشاطات لضمان تحضير علمي وتدريب مكثف للمتميزين الموريتانيين وهم بحول الله إن تحسنت تلك الظروف قادرون على تبوئ مراكز مشرفة بالمنافسات الإقليمية و الدولية..
فخامة الرئيس؛
خلال السنوات الأربعة الماضية اتخذ العديد من الإجراءات التي من شأنها الرفع من شأن التعليم ومن آيات ذلك:
١-الزيادة في الرواتب والعلاوات والمعاشات زيادة معتبرة وهو جهد مذكور لكن منتسبي قطاع التعليم يستحقون من الزيادات الكثير كلما توفرت موارد وإمكانيات تسمح بذلك؛
٢-زيادة عدد الفصول الدراسية ب 3900 حجرة منها 2200 تم استلامها وتشغيلها فعلا أي نسبة 63% من السقف الوارد بالتعهدات و1700 حجرة قيد الإنجاز.
٣-زيادة عدد الطاولات المدرسية حيث تم استغلال 85000 طاولة وهو ما يمثل 70% من الحاجة.
٤-اكتتاب 8000 من المعلمين والأساتذة ومقدمي الخدمات ولقد لوحظ خلال مسابقة الاكتتاب الأخيرة العجز في وجود العدد الكافي من المؤهلين لمقاعد تدريس اللغة الفرنسية 185 معلما و75 أستاذا وهو ما يتطلب تدقيقا في الأسباب وتسريعا في الحلول.
٥-توفير 3.2 مليون من الكتاب المدرسي وخصوصا الكتاب الخاص بالسنتين الأولى والثانية من التعليم الابتدائي ومازال توزيع الكتاب المدرسي ونفاذ كل التلاميذ إليه يطرح إشكالا تعكف الإدارات المختصة على إيجاد حل مناسب له.
٦-تطور النفاذ للكفالات المدرسية من 63025 مكفولا سنة 2019 إلى 199337 مكفولا خلال السنة الدراسية 2022-2023 بجهد من ميزانية الدولة ودعم من الشركاء…
تلكم بعض عناوين الإنجازات التي تمت خلال السنوات الأخيرة ورغم ذلك الجهد المقدر فإن النواقص والاختلالات في مجال التعليم ما زالت كثيرة وناطقة ويُتحدث عنها بكل بيت وهو ما يتطلب المزيد من تحالف الجهد الحكومي وغير الحكومي ابتغاء مزيد توطيد وتوسيع مكاسب إصلاح التعليم.
و الواجب الوقوف عنده أو الوقوف له هو سيِّدُ الإنجازات هو إعادة تأسيس المدرسة الجمهورية الجامعة وهو جهد من المُجمع بين كافة أهل موريتانيا على اختلاف مواقعهم ومواقفهم السياسية على أولويته وأسبقيته ؛ و قد تم التوفيق في انطلاق السنة الأولى ابتدائية والجهد متواصل من أجل تثبيت المكتسب وانطلاق السنتين الأولى والثانية من التعليم الابتدائي بكافة التراب الوطني وكافة تلاميذ موريتانيا على اختلاف ألسنتهم و مراكزهم المالية انطلاق عامين الأول و الثاني بسبورة وفصل ومقعد واحد وبزي موحد منه ما سيوزع مجانا ومنه ما سيشجع القطاع الخاص على توفيره لمن استطاع اقتناءه.
فخامة الرئيس،
أجدد لكم الشكر على التشريف بالإشراف على جائزة رئيس الجمهورية للعلوم وأخص بالتهنئة اللجنة الوطنية للعلوم وكافة التلاميذ الذين شاركوا والتلاميذ الذين فازوا كما أهنئ الطواقم المشرفة على الجهد المضني وأطلب مزيد الجهد ومزيد التضحية والإتقان…
وأحثُّ الفائزين على تملك مقاصد وجود رئيس الجمهورية معهم ومن أوكده حثهم على مواصلة الجد والاجتهاد خلال باقي مسارهم التعليمي والجامعي والمهني حتى يُؤبِّدوا رمزية المثل الأفضل والقدوة الحسنة.
وهي سانحة كي أدعو كافة التلاميذ وعلى عموم التراب الوطني إلى مزيد الاهتمام والإقبال على دراسة الرياضيات والفيزياء والعلوم وانتزاع التميز والإبداع وتصدر المنافسات الدولية في هذا المجال ولهم من القطاع عهد مسؤول بأوفى التشجيع والدعم وتهيئة الممكن من الظروف لمزيد الاهتمام والانتساب والتميز والإشعاع في هذه المواد وأنتم ونحن على ذلك قادرون وإليه بتوفيق الله واصلون….
وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.