هنا النباغيه،
الآن يتم إطلاق أشغال تعبيد الطريق الرابط بين هذه البلدة الطيبة، ذات النبوغ، منذ الأزل وطريق الأمل..
الطريق إلى النباغية، أو بالأحرى إلى النوابغ،سالك أمس واليوم وغدا، وهو طريق يسلكه الكثيرون إلى النوابغ،حتى قبل استقرارهم في ذات النبوغ..
الباحثون عن علوم الدين، عن الفصحى، عن التصوف الصافي، طلاب الحاجات، ووُرّاد منبع الأخلاق الزلال في ذات النبوغ.
كل الطرق في موريتانيا والعالم الإسلامي تؤدي إليها.
طلاب العلم يحجون إليها زرافات ووحدانا، رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.
وشهداء المحبة النبوية الوسطية غير المفرطة ولا المفرِّطة مقامهم ومحرابهم هنا.
والمتنازعون الذين يرومون حل المعضلات ويعشون إلى صحيح الأحكام هذه دار هجرتهم ومطافهم غدواً ورواحاً.
النباغية عنوان عريض من عناوين موريتانيا..
علماؤها وشيوخها بثوا علومهم وأخلاقهم ابتغاء وجه الله، لا وجه صاحب حظوة من جاه أو سلطان أو مال..
حتى بعد استقلال موريتانيا لم يحابوا أو يساوموا حاكمًا ولا سمسارًا سياسيًا ، ولا ضابطًا ولا ضابط صف..
أقاموا هنا بعيدا عن البهرجة والزخرف وأضواء الكاميرات يُصلون ويسلمون على من بُعث رحمة للعالمين، عليه الصلاة والسلام.
لها أن تزهو بالشيخ أباه وبالدكتور محمد المختار، كما زهت من قبل بالشيخ أبّاه الأكبر (محمد فال) وبالشيخ باب ولد احمد بيبه، وبالعشرات من العلماء الذين تجاوز صيتهم حدود الوطن، لكنها لا تزهو ولا تركن إلى الفخار، وإن كانت زهوَ منطقة (لعگل) وزهوَ البلاد شرقاً وغرباً.
بمكانتهم، وبأسلوبهم الذي يرقى على المناكفات، يقود النباغيون زمام التأثير الروحي ثم السياسي في اترارزه، وصولًا لبحيرة اركيز، وبصماتُهم، رغمًا عنهم، واضحة في المواسم الانتخابية.
التواضع سمة أهل النباغية، غير أن احتفالهم واهتمامهم اليوم بتعبيد الطريق، يعني الكثير..التعبير بالشعر كان أسهل عليهم من النثر، لم نسمع الهتافات والزغاريد، كما في المبادرات السياسية الداعمة، لكن كَمّ ونوع النوابغ المبتهجين بالطريق، وحضورَ نُخب موريتانيا للحفل تلبية لدعوة أهل ابّاه محمد المختار ولد اباه، يعني الكثير من الدعم والمؤازرة لسياسات ولد الغزواني، ويعني تزكية عُدول من الوزن العلمي والأخلاقي الثقيل..
احتفاءُ النوابغ بطريق النباغيه في حد ذاته كألف مبادرة مما تعدون..
العميد عبدو الله ولد أتفاغ المختار