افتتح اليوم الخميس بنواكشوط المؤتمر الدولي الأول لعلوم الجيولوجيا، المنظم من طرف قسم الجيولوجيا بكلية العلوم والتقنيات بجامعة نواكشوط.
ويهدف هذا المؤتمر إلى خلق فضاء ومساحة وطنية ودولية، لتطوير البحث العلمي واستعراض الظروف الاقتصادية والاجتماعية للبلد، إضافة إلى نقاش المواضيع المرتبطة بالمقدرات الجيولوجية والمعدنية بموريتانيا.
وسيتناول المشاركون في هذا المؤتمر عدة محاور طيلة فترة المؤتمر، تتعلق بالمصادر المعدنية، والتنمية المستدامة، والمناجم الحرفية وشبه الصناعية، وآثارها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، والتطور الجيولوجي لصفيحة غرب إفريقيا، والتراث الجيولوجي الموريتاني كرافعة لتطوير السياحة الجيولوجية الإقليمية.
وتنقسم أنشطة المؤتمر إلى مرحلتين متتاليتين، إحداهما تشمل محاضرات وعروض شفوية، وملصقات بحثية، وطاولة مستديرة، أما المرحلة الثانية فتتمثل في رحلة علمية ميدانية لمدة ثلاثة أيام بمنطقة آدرار وإنشيري للمرور بالوحدات الجيولوجية الكبرى بموريتانيا.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرامي، أهمية هذا الملتقى الذي سيناقش مواضيع لها مزايا وأبعاد تلامس الاقتصاد والتنمية، ورهانات استكشاف الثروات المعدنية الوطنية، من أجل الاستفادة منها، مضيفا أن انعقاده جاء في وقت مازالت بلادنا فيه تعيش غمرة الاحتفالات المخلدة للذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني، وأصداء الخطاب القيم الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ العزواني، والذي قدم فيه حصيلة وافية للفترة الماضية، ورسم معالم العمل الحكومي في الفترة القادمة على شكل توجيهات سامية، ومشاريع كبيرة تشمل كافة مجالات التنمية من أجل إسعاد المواطن والتحسين من ظروفه.
وثمن معالي الوزير مشاركة الباحثين والأكاديميين الوطنيين، والدوليين الذين حضروا من بلدان مختلفة متجشّمين عناء السفر للمشاركة في هذا اللقاء العلمي، متمنيا لهم مقاما سعيدا مع زملائهم وأقرانهم في الدولة الموريتانية.
وقال وزير التعليم العالي إن هذا المؤتمر الدولي يندرج في صميم الأهداف المرسومة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وضمن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي التي تم اعتمادها من طرف الحكومة مؤخرا، والتي تعتبر البحث المرتبط بقطاع المعادن والطاقة من أولوياتها، لما يفتح ذلك من آفاق أمام توسيع دائرة الصناعات الاستخراجية الوطنية سبيلا إلى دعم اقتصاد البلاد وتنويع موارده.
ونبه إلى أن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي يُعوّل كثيرا على نتائج هذا المؤتمر للخروج بنتائج تساعد في رسم خريطة جيولوجية ومعدنية أكثر دقة وشمولية، وبمقترحات لتوسيع وتنويع ميادين البحث في المجال الجيولوجي والمعدني.
وبدوره أوضح رئيس جامعة نواكشوط السيد الشيخ سعدبوه كمرا أن هذا اللقاء العلمي له قيمة علمية سامية لكونه يجمع أساتذة من جامعته بخبراء وأساتذة في جامعات عريقة عبر العالم، حضروا لتبادل الخبرات والتجارب مع زملائهم الموريتانيين، مما سيساهم في إثراء النقاش والوصول لنتائج ذات قيمة علمية مهمة.
وقال إن تنظيم هذا المؤتمر تحت الرعاية السامية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، يدخل في إطار سعي جامعة نواكشوط إلى تسليط الضوء على ما تزخر به بلادنا من خصائص جيولوجية تشكل مجالا خصبا للباحثين من أجل الدراسة والاستكشاف، مضيفا أن هذا اللقاء ينعقد في وقت يعرف فيه التعليم العالي نقلة نوعية نتيجة الأهمية التي يحظى بها من قبل السلطات العليا في الدولة.
وبدوره أكد رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم والتقنيات السيد محمد ولد محفوظ أن هذا الملتقى ينعقد في فترة تبدأ فيها موريتانيا سياسة جديدة في مجال البحث والاستقلال المنجمي الموصوفة بالنظيفة لمراعاته المعايير البيئية .
وقال إن الملتقى سيناقش مواضيع محورية ستعزز المعلومات الجيولوجية في البلد بمشاركة خبراء من فرنسا، واسبانيا، والمغرب، والسينغال، سينعشون المنصات لصالح الطلاب من درجة الدكتوراه، والماستر في جامعة نواكشوط.
ومن جانبه أعرب الدكتور سعيد شاكري نائب عميد كلية العلوم بجامعة ابن طفيل بالمغرب، عن سروره بالمشاركة في هذا الملتقى العلمي، وثمن تنظيم هذه التظاهرة التي ستساهم في التعريف بالمقدرات الجيولوجية والمعدنية في موريتانيا.
وجرى الافتتاح بحضور مسؤولي التعليم العالي والبحث العلمي.