أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الأربعاء في مقاطعة تيارت بنواكشوط الشمالية على تدشين برنامج إعادة بناء 28 مؤسسة تعليمية قديمة في نواكشوط، ووضع حجر الأساس لبناء 22 مؤسسة تعليمية ابتدائية أخرى.
وتم في إطار هذا البرنامج الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية يوم 04 أكتوبر 2021، ونفذته وكالة التنمية الحضرية بانتداب من وزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي بناء 89 فصلا دراسيا جديدا وترميم 296 فصلا دراسيا آخر، لصالح 25 ألف تلميذ في مختلف المراحل الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية.
ويعد هذا البرنامج الذي كلف 270 مليون أوقية جديدة والذي يدخل في إطار تنفيذ مضامين المدرسة الجمهورية من المشاريع المثالية، حيث اكتمل في الآجال التعاقدية ووفق معايير الجودة المطلوبة.
ويهدف مشروع بناء 22 مدرسة ابتدائية في نواكشوط إلى سد النقص المسجل في المدراس الابتدائية تزامنا مع بدء حصر الابتدائية تدريجيا في التعليم العمومي مع البدء الفعلي لتنفيذ مضامين مشروع المدرسة الجمهورية.
وسيتم في إطار هذا المشروع الذي تنفذه وكالة التنمية الحضرية كرب عمل منتدب من طرف وزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، بناء 252 فصلا دراسيا جديدا لصالح 16 ألف تلميذ.
وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا المشروع الذي يتوزع بين ولايتي نواكشوط الغربية والشمالية بواقع 8 مدارس في الأولى و14 مدرسة في الثانية 480 مليون أوقية جديدة.
وأوضح معالي وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، السيد سيدي أحمد ولد محمد، في كلمة بالمناسبة، أن المدرسة الجمهورية تمثل قرارا تاريخيا بكل المقاييس سيكون له ما بعده لكونه عزز لحمة الشعب في زمن التحديات الكبرى وقوى أواصر المشترك قيما وأخلاقا ومعرفة.
وأضاف أن هذا القرار التاريخي تطلب جملة من المتطلبات الكبرى لعل من أهمها توفير بنية تحتية لائقة وكافية، مشيرا إلى أن الوزارة دخلت في أكبر ورشة مفتوحة للأشغال المدرسية في تاريخ البلد تمشيا مع تعليمات فخامة رئيس الجمهورية، بتوفير هذه البنية التحتية.
وقال إن قطاع الإسكان أنجز خلال الأعوام الثلاثة الماضية 1400 فصل دراسي جديد و ينجز الآن حوالي 900 فصل آخر كما أنه سيطلق الأشغال قريبا في أكثر من 800 فصل دراسي جديد، مشيرا إلى أن القطاع ونظرا لهذه الإنجازات يكون قد وفر حتى الآن مقاعد دراسية لحوالي 88 ألف تلميذ في مختلف مراحل التعليم حاليا، ليرتفع هذا العدد مع حلول أول يوم دراسي من السنة الدراسية المقبلة إلى 210 آلاف تلميذ، وبذلك تكون الوزارة قد طبقت حرفيا ما ورد في برنامج “تعهداتي” في هذا المجال.
واستعرض معالي الوزير بعض الإنجازات التي قامت بها الوزارة خلال الأعوام الثلاثة الماضية تنفيذا لمقتضيات البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية” تعهداتي”، والتي شملت عشرات المنشآت من بينها على وجه الخصوص بناء مقر لائق للجمعية الوطنية وآخر للمجلس الدستوري، ومقر لسفارتنا في جمهورية النيجر، وعمارتان من تسع طوابق توفيرا لتكاليف الإيجار ومراعاة للشكل اللائق لمقرات الحكومة، ومقار ل 10 مجالس جهوية ولولايتي نواكشوط الجنوبية والشمالية ول13 مقاطعة في مختلف أنحاد البلاد.
وأضاف أن الإنجازات خلال السنوات الثلاث الماضية شملت كذلك إنشاء مقار لأربعة محاكم وخمسة ملاعب، و4 دور للشباب، و14 مركزا ونقطة صحية ومستشفى متخصصا بسعة 150 سريرا في مدينة سيلبابي، مشيرا إلى أن الوزارة أنجزت كذلك في هذه المدينة 50 وحدة سكنية بالمواد المحلية…
وأشار إلى أن الوزارة ستطلق الاشغال قريبا في المركب الجامعي الجديد لجامعة نواكشوط، والمدرسة العليا للتجارة، والمعهد العالي للرقمنة، والمقر الجديد للمندوبية العامة للأمن المدني وتسيير الأزمات، ومقار لسفاراتنا في الرياض وداكار وباماكو و40 مسجدا و48 مركزا ونقطة صحية، ومستشفيات كبرى في مدن لعيون وألاك وتجكجة و ثلاث مندوبيات لوزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي.
ونبه معالي وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي إلى أن الوزارة تخطط لبناء مقار جديدة لكل من المجلس الأعلى للفتوى والمظالم، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، إضافة إلى بناء مجمعين وزاريين كبيرين في نواكشوط من أربعة أبراج وفق نظام الشراكة بين القطاع العام والخاص، ومدرسة لتعليم فنيات البترول والغاز، ومدرسة للتكوين الفني في مجال علوم الاتصالات في مدينة نواذيبو.
وقال إن الوزارة تمكنت في مجال العمران من تنظيم الفضاء الحضري لمدينة نواكشوط متخذين ما يلزم من إجراءات لوقف العبث بأراضي العاصمة في المستقبل عبر وضع مخطط عام مؤمن ومرجعي لهذه المدينة تم إنجازه بالتعاون مع القيادة العامة لأركان الجيوش الوطنية، مشيرا إلى أن مدن لعيون وتمبدغة و جيكني وتامشكط ولكصيبة 1 واركيز وكوندي وتانيت وبومديد ومولي ونجاكو، تم إنجاز مخططات حديثة ومؤمنة ومرجعية لها.
وبدورها أوضحت رئيس مجموعة نواكشوط الحضرية، السيدة فاطمة بنت عبد المالك، أن هذه المؤسسات التعليمية التي تم تدشينها اليوم وتلك التي وضع الحجر الأساس لها ستساهم في تعزيز المنظومة التربوية وخلق الظروف الملائمة لبلورة وترسيخ مفهوم المدرسة الجمهورية التي يراهن عليها صاحب الفخامة، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لانتشال المنظومة التربوية من الوهن الذي عانت منه لفترات طويلة.
وأضافت أن مجموعة نواكشوط الحضرية وإيمانا منها بأهمية التعليم والتعلم باعتبارهما المحرك الأساسي لعجلة التنمية والتطور والازدهار، ومواكبة منها لجهود الحكومة الساعية إلى إحداث نهضة ثقافية واجتماعية واقتصادية وصناعية في البلد، وتجسيدا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، قامت بإعداد مخطط شامل لتنمية مدينة نواكشوط جعل التعليم والمنظومة التربوية إحدى أهم أولويات الجهة.
أما عمدة بلدية تيارت السيد أحمد ولد علي، فقد أشاد بالإنجازات التي تحققت على مستوى مقاطعة تيارت خلال الفترة الأخيرة وخصوصا في مجال البنية التحتية للتعليم، وهو ما يؤكد الإرادة الصادقة والعزيمة القوية لإصلاح منظومتنا التربوية والعودة إلى المدرسة الجمهورية التي بدأت بشائرها ملموسة على أرض الواقع ولله الحمد.
جرى حفل التدشين بحضور معالي الوزير الأول، السيد محمد ولد بلال، ورئيس الجمعية الوطنية، السيد الشيخ ولد بايه، والوزيرتين المستشارتين برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الشمالية، وبعض القادة العسكريين والأمنيين، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا.