خلدت موريتانيا أمس، على غرار الاتحاد الإفريقي، اليوم الإفريقي للتغذية المدرسية تحت شعار: "التغذية وتنمية رأس المال البشري في إفريقيا بالاستثمار المتزايد في التغذية المدرسية المعتمدة على المنتوج المحلي".
وتميزت فعاليات الحفل المقام بالمناسبة يوم أمس بنواكشوط، بتوقيع اتفاق بين وزارة التهذيب الوطني والمندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر" ومفوضية الأمن الغذائي، يقضي بتمديد برنامج التغذية المدرسية وعروض مصورة حول دور الكفالات المدرسية في التحسين من المردودية التربوية للتلاميذ.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي السيد محمد ماء العينين ولد أييه، على أهمية هذا التخليد الذي توج باتفاق بين قطاعه وتآزر ومفوضية الأمن الغذائي، على تمديد البرنامج الوطني للتغذية المدرسية.
وقال إن هذا النشاط جاء في سياق خاص يطبعه الاهتمام المتزايد بالتعليم والإيمان الفعلي بمحورية العنصر البشري في عملية التنمية الوطنية وفي تحقق التقدم والنماء.
وأضاف أن السياسة العامة للدولة تضمنت إعداد استراتيجية وطنية للتغذية المدرسية لما لها من أثر بالغ على نمو طاقات التلاميذ والرفع من مستوى تحصيلهم.
ونبه إلى أهمية تعزيز الوعي بالانعكاسات الإيجابية للتغذية المدرسية على العملية التربوية، من خلال قرار الاتحاد الإفريقي اعتماد يوم للتغذية المدرسية تخلده كافة الدول الأعضاء في فاتح مارس من كل سنة.
وبدوره ثمن معالي المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الاقصاء السيد، محمد محمود ولد بوعسريه، مستوى الشراكة بين القطاعات الموقعة على هذه الاتفاقية باعتبارها استثمارا وطنيا في العنصر البشري خاصة الأجيال الصاعدة الذين هم عماد الأمة ومستقبلها.
وذكر بالأهمية التي توليها السلطات العليا للتحسين من وضعية التلاميذ من الناحية الصحية والتربوية والغذائية، مضيفا أن التغذية المدرسية تم دمجها في سياسات مكافحة الفقر والاقصاء، كما احتلت مكانة هامة في برنامج المندوبية العامة لــ "تآزر".
ومن جانبها أكدت معالي مفوضة الأمن الغذائي السيدة فاطمة بنت خطري، على أهمية هذه الاتفاقية الخاصة بتنفيذ البرنامج الوطني للتغذية المدرسية الهادف إلى تعزيز الأمن الغذائي ومكافحة التسرب المدرسي.
وقالت إن هذا البرنامج الطموح يرمي إلى تشجيع التمدرس في الأوساط الفقيرة من خلال التكفل بتغذية الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي، مضيفة أن الاهتمام بالأوساط الفقيرة يحتل موقعا متقدما في سُلّم أولويات البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الهادف إلى النهوض بالفئات الهشة ومحاربة الاقصاء.
وأشارت إلى أن مفوضية الأمن الغذائي عملت، في إطار شراكتها المثمرة مع قطاع التهذيب الوطني، ومندوبية "التآزر"، على تسخير كافة قدراتها اللوجستية من أجل إنجاز هذا البرنامج، من خلال التكفل باقتناء ونقل وتخزين المواد الغذائية المخصصة للبرنامج وتوزيعها لصالح التلاميذ في جميع ولايات الوطن.
ودعت هيئات آباء التلاميذ والطواقم المدرسية إلي التعاون الوثيق مع مختلف الجهات المعنية، سبيلا لإنجاح هذا البرنامج الذي يعتبر سندا للأسر الفقيرة لضمان متابعة أطفالها للدراسة في ظل توفر الغذاء الصحي والتعليم المناسب.
وبدورها أوضحت الممثلة المقيمة لبرنامج الغذاء العالمي السيدة كينداي صمبا، أن حضورها لهذا الحفل يبرهن على التزام البرنامج بمواكبة موريتانيا من أجل تحسين ظروف الحياة بالنسبة للسكان المتأثرين بسوء التغذية وخاصة تلاميذ المدارس.
وقالت إن دعم الكفالات المدرسية يمكن من استمرار الأطفال في الدراسة ويحد من التسرب المدرسي، مؤكدة على التزام البرنامج بالاستمرار في مواكبة موريتانيا في هذا المجال.
أما السيد ديزيري يامى يوكو، ممثل "كونتربارت" الدولية، فقد أكد في كلمته على استعداده للتعامل بصورة وثيقة مع الوزارة من أجل تنفيذ الكفالات المدرسية في موريتانيا.
ونوه بتخصيص موريتانيا منذ سنة 2020، لأكثر من خمسة ملايين دولار من الميزانية لتسيير الكفالات المدرسية.
وحضر تخليد هذا اليوم عدد من مسؤولي القطاع والوالي المساعد لنواكشوط الغربية.