خصص سكان مدينة نواكشوط فجر اليوم السبت استقبالا شعبيا حارا لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لدى عودة فخامته إلى البلاد قادما من الولايات الأمريكية حيث أدى زيارة ناجحة على أكثر من صعيد.
وامتدت حشود مواطني العاصمة وقوافل سياراتهم من المدخل الشمالي للعاصمة على طريق نواكشوط – نواذيبو، في اتجاه مطار نواكشوط الدولي أم التونسي وبالضبط ملتقى الطرق المعروف ب (كرفور ابراد) .
ووسط هتافات الترحيب، رفع المحتشدون الصور المكبرة لرئيس الجمهورية واللافتات المثمنة لما عرفته البلاد من أمن واستقرار وتهدئة سياسية وسلم اجتماعي وازدهار اقتصادي وغير ذلك، منذ نال فخامته ثقة الشعب الموريتاني.
وعبر سكان نواكشوط خلال هذا اللقاء الحميمي بينهم وبين رئيس الجمهورية، عن عرفانهم بالجميل لفخامته لما قام به من جهود بارزة خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، لتأمين حضور قوي لموريتانيا في محفل دولي هام كالقمة الأمريكية الإفريقية، وهو الحضور الذي يأتي كحلقة من سلسلة انتصارات ديبلوماسية عديدة تشهد لها قمتا المناخ بشرم الشيخ والقمة العربية الصينية بالرياض، على سبيل المثال لا الحصر.
وأشاد المحتشدون بلقاء فخامة الرئيس بممثلي الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة الأمريكية الذين ثمنوا الإنجازات التي حققتها البلاد خلال فترة وجيزة وعلى وجه الخصوص ما تم من إجراءات إيجابية هامة، لفائدة مواطنينا في الخارج، تأمينا لمشاركتهم في الاستحقاقات الانتخابية وضمانا لاختيار ممثليهم في البرلمان من بين أمور أخرى.
وكان هذا اللقاء الذي تميز بالصراحة والأريحية، مناسبة شكر فيها رئيس الجمهورية أعضاء هذه الجالية المهمة من حيث عددها ومن حيث الدور الذي تقوم به، لإسهامها الكبير في تنمية وتطوير البلد، كما تعهد بفتح سفارة لموريتانيا في كندا هناك وتنظيم أول مؤتمر للجاليات في نواكشوط.
وأشاد فخامة رئيس الجمهورية بالجهود التي يقوم بها كل أفراد جالياتنا في العالم لدعم بلدهم، مذكرا في هذا الإطار بمؤازرتهم لها خلال جائحة كورونا.
وكان أفراد الجالية قد نظموا قبل ذلك، أمام مقر إقامة فخامة رئيس الجمهورية في واشنطن، وقفة ترحيبية بمناسبة قدومه إلى واشنطن للمشاركة في القمة الأمريكية-الإفريقية.
وتوج لقاء رئيس الجمهورية بالجالية، سلسلة من الأنشطة المكثفة في إطار القمة الأمريكية الإفيقية أو على هامشها، وكان من أهم تلك الأنشطة التى شملت لقاءات بالرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ومسؤولين أمريكيين آخرين، الخطاب الذي ألقاه فخامته، خلال القمة المخصصة لمناقشة الشراكة في أجندة أعمال 2063، بحضور الرئيس الأمريكي.
وأكد فخامته في هذا الخطاب، أن انعقاد القمة الإفريقية الأمريكية فيه من الدلالة ما يكفي لتأكيد الوعي بترابط المصير، وبالمسؤولية اتجاه بعضنا البعض، مما يقوي الأمل بإسهام هذه القمة في تعزيز التعاون الأمريكي الإفريقي، وترسيخ الإيمان المشترك، بمحورية الإنسان وحقوقه، وبقيم الديمقراطية، والتنمية المستديمة، والأمن والسلام.
وقال فخامته الذي كان ثاني متحدث في القمة، إن موريتانيا استطاعت في ظل محيط إقليمي ودولي شديد الاضطراب، تحقيق الأمن والسلام على أرضها والتأسيس لتنمية مستدامة شاملة، كما عملت على صون حقوق الإنسان وترسيخ الحريات الفردية والجماعية.
وأغتنم رئيس الجمهورية هذه الفرصة، للتعبير عن كبير ارتياح موريتانيا، لما أعلن عنه فخامة الرئيس جو بايدن، من تأهل بلادنا للاستفادة من مبادرة Millenium Challenge Corporation ولتأكيد ما نعقده من آمال على الآليات الأخرى مثل feed the future لترقية الاكتفاء الذاتي الغذائي.
وجدد فخامته في الخطاب، الشكر للولايات المتحدة، على دعمها المنتظم لبلادنا، وللقارة الإفريقية عموما، آملا أن يتعزز ويتنوع هذا الدعم باستمرار.
وشملت أنشطة فخامة رئيس الجمهورية في واشنطن كذلك الالتقاء بعدد من أشقائه الأفارقة والأشراف في النادي الوطني للصحافة بواشنطن، على جلسة عمل مخصصة لعرض الفرص الاستثمارية التي تتوفر عليها موريتانيا والإجراءات التي تم القيام بها من أجل تحسين مناخ الأعمال في البلد.
كما شارك فخامته إلى جانب نظرائه الأفارقة، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية، السيد جو بايدن، في افتتاح أشغال منتدى الأعمال الأمريكي – الإفريقي، المنظم في إطار الفعاليات المبرمجة خلال القمة الأمريكية – الإفريقية.
كما عقد فخامته بمقر البنك الدولي في واشنطن، جلسة مباحثات مع رئيس مجموعة البنك الدولي، السيد دافيد مالباس، تم خلالها التطرق لمجالات التعاون بين موريتانيا وهذه المؤسسة المالية الدولية، وسبل تعزيزه خدمة للتنمية في بلادنا.
لقد شكل النشاط المكثف لرئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة، تعزيزا لمكانة موريتانيا على الصعيدين القاري والدولى ولهذا خرج سكان نواكشوط للتعبير لفخامته عن تقدير الموريتانيين لقائد مسيرة الشرف والإخاء والعدل، القائد الذي أبت الأكاديمية الأمريكية للإنجاز إلا أن تمنحه خلال هذه الزيارة الميمونة، جائزة: القيادة المتميزة.