محطات من زيارة الرئيس: افتتاحية (مخ الأخبار)
لقد ظلت موريتانيا لعقود من الزمن خارج دائرة اهتمام جميع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وحكوماتهم يتعاملون معها كما لو أنها غير معنية بالاستراتيجيات الأمريكية لا من قريب ولا من بعيد.
واليوم ولأول مرة وضعت مشاركة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في القمة الأمريكية الإفريقية عربة العلاقة بين موريتانيا وأمريكا على سكة جديدة كليا.
سكة دعائمها حفاوة الاستقبال والتكريم بجوائز القيادة الريادية وتبادل الخبرات والتشاور في الملفات الشائكة في القارة الإفريقية وفتح أبواب المؤسسات الأمريكية على مصراعيها أمام الدولة الموريتانية والشعب الموريتاني.
فقد كانت مشاركة موريتانيا في هذه القمة مشاركة بلغة الأرقام فضلا عن النجاح الدبلوماسي الباهر وحفاوة الاستقبال والتكريم الذي حظي بهما فخامة الرئيس والوفد المرافق له من طرف السلطات الأمريكية وقادة الدول المشاركة في القمة.
هذا بالإضافة إلى المصداقية التي أصبحت موريتانيا تحظى بها لدى القوى العالمية الكبرى والمكانة التي أصبحت تحتلها في الاستراتيجيات الدولية.
فكل هذه المحطات من زيارة فخامة رئيس الجمهورية للولايات المتحدة الأمريكية كانت تضيف مكسبا دبلوماسيا واقتصاديا وسياسيا جديدا لموريتانيا وتأسس لشراكة جديدة قوامها الثقة المشتركة والتنمية المستدامة:
إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن "مؤسسة تحدي الألفية" اختارت موريتانيا "لبرنامج تمويل" جديد، لدعم الإصلاحات الحكومية التي من شأنها الحد من الفقر من خلال النمو الاقتصادي. ويمثل هذا البرنامج التزاما كبيرا من قبل الولايات المتحدة للشعب الموريتاني وفرصة لتعزيز المسار الإيجابي للحكومة الموريتانية في الحكم الرشيد وحقوق الإنسان والاستثمار الاجتماعي.
الرئيس الأمريكي جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن يخصان فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والسيدة الأولى مريم بنت الداه باستقبال حار في البيت الأبيض.
صندوق النقد الدولي يضع لافتة ترحيب بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على واجهة مبناه الرئيسي في واشنطن.
لقاء خاص مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا.
لقاء مفتوح مع مسؤولين من صندوق النقد الدولي في مقر صنوق النقد الدولي في واشنطن.
لقاء مع الرئيس التنفيذي لشركة كوسموس الأمريكية العاملة في مجال الطاقة أندور أنغليس، في مقر الإقامة المخصصة للرئيس بالعاصمة واشنطن.
عقد حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية وموريتانيا حوارا حول الطاقة.
لقاء خاص مع رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في مقر البنك الدولي في العاصمة واشنطن.
لقاء مع نائب رئيس بنك التصدير والاستيراد الأمريكي وليام مارستيلر، وهو بنك تابع للحكومة الأمريكية هدفه تسهيل تصدير السلع والخدمات الأمريكية.
دعوة من رئيسة مجلس النواب الأمريكي، السيدة نانسي بيلوسي، لحضور حفل عشاء على شرف فخامة رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث كانت في استقباله والسيدة الأولى، مريم بنت الداه، لدى وصولهما.
تكريم الأكاديمية الأمريكية للإنجاز لفخامة رئيس الجمهورية، من خلال منحه جائزة “القيادة المتميزة”، تثمينا لدوره في مجال بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
الحضور المتميز لهذا التكريم حيث كان في مقدمة الحضور أعضاء من الكونغرس الأمريكي، ومستشارون في البيت الأبيض، ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، ورؤساء وشخصيات سامية من القارة الإفريقية.
حفل غداء على شرف فخامة الرئيس نظمه تحالف الأمل العالمي غير الحكومي، وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، في منزل سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة إستر كوبرسميث.
الحضور المتميز لهذا الحفل حيث كان رأس الحاضرين مسؤولون في إدارة بايدن، وممثلون عن وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن، ووزير الطاقة، ومدير وكالة ناسا، ومدير وكالة حماية البيئة، التي تعادل وزارة البيئة في الحكومة الأمريكية ورئيس مبادرات المناخ في البنك الدولي، ورئيس جمعية الثورة الخضراء في إفريقيا، والعديد من قادة الأعمال وكبار المديرين التنفيذيين لشركات كبرى من الولايات المتحدة وإفريقيا، بما في ذلك مايكروسوفت ومؤسسة بيل غيتس وروكفلر، بالإضافة إلى شركة "فياسات" التي تعد أكبر شركة أقمار صناعية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قادة في المجال الثقافي ورجال أعمال من الولايات المتحدة، أعربوا كلهم عن إعجابهم بريادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مجال بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ في موريتانيا.
وقد كانت الكلمة الفصل التي ألقاها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في القمة الأمريكية الإفريقية محل إشادة وتقدير من طرف جميع الوفود المشاركة لما تضمنته من وضع للنقاط على الحروف وتشخيص للحالة الإفريقية حيث أوضح في مستهل كلمته أن "انعقاد القمة الإفريقية الأمريكية فيه من الدلالة ما يكفي على الوعي بترابط المصير، وبالمسؤولية اتجاه بعضنا البعض، مما يقوي الأمل بإسهام هذه القمة في تعزيز التعاون الأمريكي الإفريقي، وترسيخ الإيمان المشترك، بمحورية الإنسان وحقوقه، وبقيم الديمقراطية، والتنمية المستديمة، والأمن والسلام".
وفي معرض حديثه عن موريتانيا والخطوات التي قطعت في طريق التنمية المستدامة وترسيخ الحريات وصون الحقوق أكد أن "موريتانيا استطاعت في ظل محيط إقليمي ودولي شديد الاضطراب، تحقيق الأمن والسلام على أرضها والتأسيس لتنمية مستدامة شاملة كما عملت على صون حقوق الإنسان وترسيخ الحريات الفردية والجماعية".