تابعونا على فيسبوك

الصداقة- عبد الفتاح ولد اعبيدن

اثنين, 17/02/2025 - 12:51

لأهمية الصداقة فى العرف الإسلامي أجاز القرءان أن نأكل فى بيوت أصدقاءنا،فهي جزء من العمق الاجتماعي للفرد فى التصور الإسلامي،لكن بعضنا يغتر لبعض تلك الصداقات،دون أن يرى جانب السم، فيختلط عليه الصديق الصادق و هي من الصدق،و الصديق الوهمي المخادع!.

و قد أصبحت الصداقات و العلاقات فى مجتمعنا تغلب عليها طوابع، الزيف و التآمر و التضييع، عند أبسط امتحان،و نصيحتي لكل فرد زائد فى منسوب الانفتاح أن يحذر و يحسب،فكثير من الناس،إنما ينصب أفخاخا فحسب.

و لتعرف ضعف الصلات، أنظر عندما تتعرض لبعض التحديات المعقدة،حينها سينكشف الغطاء،و تبقى مع أفراد قلة، دون أن يصل عددهم ربما لرؤوس الأصابع،و حسبنا الله و نعم الوكيل.

و لعل هذا الكلام قد لا يستوعبه إلا مجرب،رآى بأم عينه خطورة الانخداع بالعلاقات وقت الرخاء،فانتبهوا لأنفسكم قبل فوات الأوان.

و لقد رأيت فى الصداقة حالات غريبة،يقاطعك صديقك بسبب تحسن ظروفك، لانه يحسدك، أو يتنمر عليك صديقك لأنه يخالفك الرأي فى وجهة نظر تبديها،أو يبتعد عنك صديق لأنه قليل القيمة الاجتماعية أو مطمور، على علة ما!.

أصدقاء "السكر و الورك"،مثل ما صرح ذات مرة الدكتور محمد محمود ولد اماه،و كان مديرا عاما لسونمكس .

فاستغربت العاملة غياب المقبلين على العشاء،فقال لها شارحا،"ذوك أصحاب السكر و الورك"،و ذلك بعد إقالته من سونمكس،فكذلك أصدقاء الكعكة يتبخرون عند زوال شمسها و غياب ثمارها اليانعة،ثم يعودون دون خجل عند تحسن الظروف،أما الأصدقاء الخلص الحذاق الأوفياء فهم قلة فى كل الأزمنة و الأمكنة و مختلف التجارب.

و لعلي من أكثر الناس تجربة فى مجال الصداقة،و جدير بي القول،لا يوجد صديق مخلص إلا نادرا،و من الناس من يقضى حياته دون أن يكسب صديقا، و تلك حالة كثيرا ما تكرر فى هذا الزمان،و الأولى الحذر من الأصدقاء،فأغلبهم لا ينفعك إلا و توقف فى منتصف الطريق،أو يتركك لاحقا،دون مبرر مقنع.

و من غير الممكن نفي وجود الأصدقاء، لأن ذلك مخالف لما ذكر صراحة فى القرءان،لكنهم يكثرون فى زمن الوفاء و يقلون فى أزمنة أخرى.

و لعله من الحزم أن لا يكون لك أصدقاء مطلقا، بدل أصدقاء مغشوشين ينكثون عهد الصداقة لمآلات و عواقب وخيمة مخيبة للأمل و مجيشة للندم و الأسى العميق.

و باختصار احذروا ألف مرة و مرة من صداقات هذا الزمان،لكن تسيير العلاقات يحتاج لإزدواجية الحذر من الانفتاح الزائد و حتى الانكماش المطلق.

إن الانكماش السلبي غير ممكن،لكن العلاقات الإنسانية لابد لها من تسيير يحقق المصالح،دون أن نسقط فى مزالق الانفتاح غير الحذر،و كذلك دون تفريط أعمى فى صلاتك و علاقاتك،و كان بين ذلك قواما.

اتصل بنا

هاتف : 26004443 - 32755522    البريد الإلكتروني : ‫[email protected]