فقدت الكرة السودانية اليوم الراحل علي قاقرين، الذي يعد واحدا من أعظم نجومها، الذي اشتهر بمهاراته الفريدة وأدائه الاستثنائي، إلى جانب مسيرته الناجحة في السلك الدبلوماسي، حيث ظل نموذجا يحتذى به في التفاني والإخلاص.
وتوفي اليوم الأربعاء السفير والدكتور حيدر حسن حاج الشهير ب"علي قاقرين" والملقب بالرمح الملتهب قائد منتخب السودان والهلال السابق، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميادين الرياضة والدبلوماسية والعمل العام.
سبب تسميته ب"علي قاقرين"
ذكر علي قاقرين في حوار سابق لموقع الكاف سبب تسميته بهذا الاسم حيث قال: "لقب قاقرين كان لأخي جعفر وكان يلعب في مركز الظهير الأيسر لفريق المريخ وكان سريعا جدا لذا أطلق عليه جعفر قاقرين نسبة إلى رائد الفضاء السوفيتي يوري قاقرين ( يوري جاجارين) الذي يعد أول رجل يزور الفضاء".
وتابع: "ولم أكن أعلم نهائيا أن شعبية أشقائي كبيرة هكذا ثم بعد ذلك لعبت كرة القدم ولكني لم أنضم إلى الفريق الذي لعب له أخي بل لعبت في الهلال الغريم التقليدي له ثم أطلق علي شقيق جعفر قاقرين وأصبحت علي قاقرين".
يعد قاقرين الهداف الأشهر في منتخب السودان في حقبة السبعينيات من القرن العشرين، والهداف التاريخي لنادي الهلال السوداني، والهداف التاريخي لمباريات القمة السودانية بين قطبيها الهلال والمريخ حيث سجل 19 هدفا في شباك المريخ، وهو رقم قياسي صامد لأكثر من أربعين عاما.
مع منتخب السودان ساهم علي قاقرين في التتويج بكأس أفريقيا عام 1970، اللقب الوحيد فى تاريخ المنتخب السوداني وكان له شرف تسجيل أول هدف لصقور الجديان في تلك البطولة، وله بصماته التي لا تنسى حيث سجل أهدافا حاسمة ومؤثرة للهلال والمنتخب في فترة تعتبر هي الأجمل للكرة السودانية.
صنع قاقرين المجد لكرة القدم السودانية في الفترة من 1966 وحتى 1980 قبل أن ينتقل إلى باريس لمواصلة تعليمه، ففي ذلك الوقت صرح بأن كرة القدم هي مرحلة الهواية ومن المهم البحث عن مهنة.
هدف شهير يوقف النشاط الرياضي بالسودان
احترف بالمملكة العربية السعودية وكوت ديفوار، وهو صاحب الهدف الأشهر في مرمى المريخ الذي كان سببا في إيقاف الرياضة بالسودان بقرار الرئيس المرحوم جعفر نميري، بسبب هتافات جماهير الهلال عقب انتهاء المباراة "ابوكم مين.. علي قاقرين"، الهتاف الذي أغضب الرئيس نميري.
لعب عام 1976 في صفوف النصر السعودي ولفريق ستاد أبيدجان في 1979-1978 حين كان يعمل كسكرتير ثان في سفارة كوت دي فوار ثم أنهى الجزء الأخير من حياته في الهلال حيث عمل نائبا لرئيس النادي، ولعب مهاجما صريحا لفريق أم درمان وأحرز العديد من الأهداف والتي جعلته أحد أفضل هدافي أفريقيا.
أحرز 350 هدفا مع الهلال في 12 سنة وهو رقم قياسي كلاعب سوداني.
العمل الدبلوماسي
عندما أنهى قاقرين مسيرته الكروية عام 1980 عاد إلى باريس حيث درس في المعهد الدولي للدراسات الإدارية حيث حصل على الدبلومة العليا DESS وبعدها غادر فرنسا، لكنه عاد عام 1988حين حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي العام.
عمل كسفير لبلاده في عمان عام 1994 بعدها سافر إلى نيويورك للعمل كمساعد للممثل الدائم في الأمم المتحدة ثم ذهب إلى تركيا والكونغو الديمقراطية في الفترة من 1997 وحتى 2001.
ثم عاد إلى الخرطوم قبل أن يتم إرساله للعمل في الجزائر لمدة 5 سنوات وفي 2008 تم تعيينه المدير العام للبروتوكول والأمين العام المساعد في وزارة الخارجية، وعمل نائبا لرئيس نادي الهلال وعضوا في اللجنة الفنية في الكاف والاتحاد العربي.
وروى قاقرين في حوار سابق للكاف أنه في 1987 لعب الهلال أمام كانون ياوندي في الكأس الأفريقية أخبروه أن فتى صغير كان عمره حوالي 7 إلى 8 سنوات جاء إلى الملعب وطلب القميص الخاص بعلي قاقرين قائلا أريد قميص قاقرين رقم 9، هذا الفتي هو النجم الكاميروني صامويل إيتو.