يدور في هذه الآونة حديث ذو شجون عن طبيعة ومسارات الحوار المرتقب الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني قبل ايام في خطاب ذكرى عيد الاستقلال المجيد.
ويجمع أغلب المتابعين لملف الحوار أن محددات من أهمها مكاسب الأحزاب السياسية في الانتخابات البرلمانية والبلدية والجهوية الأخيرة هي ما سيحدد أسقف المطالب ويوجه بوصلة التطلعات ويمهد أرضية العقبات.
والمتتبع لخارطة التمثيل السياسي في الاستحقاقات الأخيرة لن تخطئ عينه النقطة الفارقة التي كانت الفيصل في النهاية ألا وهي الاختيار الأمثل الذي اتكأ عليه رئيس الجمهورية وراهن عليه فكان له ما اراد.
إننا وبعد هذه المدة الطويلة وبعد أن اعلن ولد الغزواني نيته إجراء حوار شامل لن نجانب الحقيقة إذا قلنا إن الإعداد لهذا الحوار بدء مع فرز اللوائح التي ستمثل "الإنصاف" في انتخابات 2023 حين كان على ولد الغزواني أن يختار لهذا النزال من يثق في أنه لن يخذله.
ذلك أن أي مكسب انتخابي تحققه المعارضة في هذه الاستحقاقات سيعزز مكاسبها وبالتالي ستدخل في الحوار بسقف أكبر وكلما تقلصت المكاسب في هذه الاستحقاقات تراجعت المطالب وخفت المزايدات.
وفور ظهور اسم الدكتور موسى عبد الله مرشحا لمنصب عمدة الميناء بدءت في ذلك الوقت الجولة الأولى من الحوار "المرتقب" يومها حرصت جهات عديدة في المعارضة على أن يكون ذلك الحوار غير ودي إذا لم نقل غير مسؤول حين ادعى زعيم المعارضة يومها ولد البكاي الذي دفع به اصحابه في محاولة يائسة لاقتناص منصب عمدة الميناء أن ابن المقاطعة الدكتور موسى عبد الله غريب على الميناء لترد عليه ساكنة المقاطعة عبر صناديق الاقتراع في 13 من مايو 2023 ردا قاسيا.
ذلك النزال على منصب عمدة الميناء كان في ذلك الوقت يعتبر تحديا كبيرا لحزب الإنصاف خصوصا بعد أن زج حزب تواصل بقامة كبيرة مثل زعيم المعارضة لنيل هذا المنصب فكان لابد لحزب الإنصاف من ان يختار الشخص المناسب والذي تثبت جميع المعطيات أنه سيكون على قدر التحدي فليس الوقت وقت هزل ولا مجاملات
هذه مسألة خسارة او نجاح.
وقع الاختيار على الدكتور موسى عبد الله فكان على قدر المسؤولية والتفت حوله الساكنة وعقدوا العزم على المضي معه قدما في سبيل تحقيق تنمية مستدامة لبلدية الميناء.
ورغم محاولة بعض المناوئين عرقلة عجلة التقدم التي تحركت مع الدكتور موسى عبد الله أصبحت بلدية الميناء في هذه الفترة الوجيزة واحدة من أهم بلديات العاصمة وأكثرها حيوية ونشاطا تنمويا كان نصيب الأسد فيه للأحياء الهشة وأبناء الطبقات المستضعفة حيث أعطيت لهم الأولوية في تدخلات البلدية مما انعكس إيجابا على الأوضاع المعيشية لغالبية سكان المقاطعة.
وقد لامست الإصلاحات التي قام بها الدكتور موسى عبد الله على مستوى مقاطعة الميناء جميع جوانب الحياة اليومية للسكان مما كان له الأثر الكبير في نفوس الساكنة مولاة ومعارضة على حد السواء.