ينعته الجميع بأنه من أبرز العلماء والخطباء ورموز الدعوة والإصلاح ويجمعون على أنه يحظى بمكانة هامة داخل الطيف الإسلامي خصوصا، وعلاقات واسعة مع مختلف الفرقاء السياسيين في البلاد عموما.
قرر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (توصل) ذو المرجعية الإسلامية المعارض أن يلقي بثقله في الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث دفع برئيسه السيد حمادي ولد سيدي المختار فقيه مدينة "كيفة" ومصلحها المحبب.
حمادي ولد سيدي المختار ولد محمد ولد عبدي الملقب (أمادي) من مواليد مدينة "كيفة" 1975م انتخبه المؤتمرون من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" بأغلبية ساحقة رئيسا للحزب في 25 دجمبر 2022 لمأمورية تستمر 5 سنوات حيث حصل على 566 من المصوتين المقدر عددهم ب664 مصوتا.
لم يتشجم "أمادي" كبير عناء في سبيل الحفاظ على مقعد نائب برلماني لمأموريتين متتاليتين عن ثاني أكثر الولايات الوطنية كثافة سكانية بعد العاصمة نواكشوط نظرا لموقعه الاجتماعي المؤثر، وعلاقاته المتميزة مع مختلف الأطراف الاجتماعية في المدينة.
فقد كان قبلة لطلاب العلم يأتون إليه من كل فج عميق من ولاية لعصابة للاستفادة من علومه ومعارفه الثرة وللاهتداء بسلوكه القويم في التربية والتوجيه.
وفضلا عن المعارف المحظرية والسمت الرباني فقد ظاهر "امادي" بين العلوم الأصلية والعلوم النظامية حيث تمكن من الحصول على الباكلوريا ثم شهادة المتريز ثم شهادة الماستر في الدراسات الإسلامية و يحضر حاليا للدكتوراه في جامعة الزيتون ـ تونس .
إن تقديم حزب (تواصل) لرجل مثل الرئيس "أمادي" لخوض غمار الانتخابات الرئاسية يحمل الكثير من الدلالات، فهو يؤشر أولا على أن الحزب قد دخل منعطفا جديدا في تاريخه يقوم على اختيار الأشخاص وفق معايير تبتعد كل البعد عن الشرائحية والجهوية وتراعي المكانة الاجتماعية التي يتمتع بها هؤلاء الأشخاص خارج الحزب وما يجلبه ذلك من دعم وتعاطف ومؤازرة شعبية لمرشح الحزب.
كما أن هذا الاختيار يؤشر كذلك على إعلان "تواصل" عن فتح الباب وإزالة كافة العراقيل أمام كل الأطياف السياسية والهيئات المدنية بتقديمه شخصية توافقية لم يسبق وأن كانت لها خصومات لا مع الموالاة ولا مع المعارضة وهذا ما يؤسس لمستقبل توافقي بين جميع أقطاب المعارضة خصوصا بعد تحديد التمثيل البرلماني الذي تحصلت عليه المعارضة في الانتخابات التشريعية السابقة وتولى الرئيس "أمادي" بموجبه زعامة مؤسسة المعارضة الديمقراطية في سبتمبر 2023.
ولا يستبعد مراقبون للشأن السياسي أن تلتئم الكتل الشبابية التي كانت تقف خلف الشخصيات التي أعلنت عزمها الترشح وحالت مسألة التزكية دون ذلك لا يستبعد المراقبون أن تلتئم هذه الكتل الشبابية الوازنة خلف الرئيس ولد سيدي المختار الأمر الذي يعزز فرضية ذهاب هذه الانتخابات إلى شوط ثان بين مرشح حزب (توصل) حمادي ولد سيدي المختار ومرشح النظام محمد ولد الشيخ الغزواني.
المؤكد في جميع الأحوال أن اختيار حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) مرشحه حمادي ولد سيدي المختار مثل مرحلة فارقة في تاريخ الحزب مع السباق الرئاسي حيث بدأ الحزب بشكل جدي في حمل كافة الاعتبارات على محمل الجد بدءا باختيار شخصية توافقية ذات مكانة وقيمة اجتماعية كبيرة وتحظى باحترام كبير داخل كل الأوساط السياسية وعلى كافة المستويات وتتكئ على مخزون انتخابي يتمثل في ثاني أكبر المدن الوطنية بعد نواكشوط وعلى تواصل دائم عن طريق التدريس بفئات كبيرة من الطلاب المحظريين والجامعيين.
افتتاحية من إعداد وكالة مخ الأخبار