اختتمت مساء اليوم الثلاثاء في نواكشوط فعاليات اليوم المفتوح حول “تشغيل الشباب.. حصيلة وآفاق”، الذي نظمته الوكالة الموريتانية للأنباء، بمناسبة الذكرى الرابعة لتنصيب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقد تخلل اليوم المفتوح جملة من العروض التي ركزت في مجملها على قضايا الشباب والسياسات المتخذة في هذا المجال.
وأكد المدير العام للوكالة الموريتانية للأنباء السيد محمد فال عمير أبي، لدى اختتامه أشغال اليوم المفتوح، أن التوصيات المستخلصة من الجلسات ستتم صياغتها في تقرير من أجل أخذها بعين الاعتبار ضمن السياسات المستقبلية للقطاعات المعنية بالتشغيل.
وقال إن الهدف من هذه الندوة هو إعادة الاعتبار للمعلومة الرسمية، والتحسيس بأهمية خلية متابعة تنفيذ الأولويات الاستراتيجية، وهي آلية لمتابعة المشاريع الكبرى ومستوى تنفيذها.
وقال إن القطاعات المعنية بالتشغيل حققت نتائج كبيرة، مؤكدا أن عنوان المرحلة هو الشباب وهو ما سيسمح بتجديد الطبقة السياسية والوظيفية.
وتضمنت الجلسة الأولى عرضا قدمه السيد يحي ولد كبد مكلف بمهمة برئاسة الجمهورية، رئيس خلية متابعة تنفيذ الأولويات الاستراتيجية، تحدث فيه عن ظروف نشأة الخلية التي انطلقت في يناير 2022، والمهام المنوطة بها وآلية متابعة وتسريع تنفيذ والمشاريع الكبيرة التي من شأنها إحداث تغييرات على مستويات مختلفة.
وقال منسق الخلية إن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أراد من إنشاء وحدة متابعة تنفيذ الأولويات الاستراتيجية إدخال آلية جديدة للمتابعة على مستوى منظومة الحكامة لإضفاء مصداقية أكثر على الخطاب العمومي وتجسيده إلى واقع ملموس.
وبين أن هذه التقنية، التي أثبتت جدارتها في العديد من البلدان الصاعدة، تهدف إلى جعل العمل العمومي أكثر مصداقية مع تعزيز فعاليته، وترسيخ ثقافة التسيير المحكوم بالنتائج في إداراتنا على أساس المساءلة والشفافية والتناغم بين مختلف الفاعلين العموميين.
وأضاف أن الخلية تعنى بمتابعة تنفيذ المشاريع والإصلاحات الكبرى لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني “تعهداتي”، بالتنسيق مع الوزارات المعنية ومجمل الفاعلين، وتقييم حالة التقدم في البرنامج، وتقديم المشورة في بعض المشاريع التي تعد ذات الأولوية الاستراتيجية.
وأشار السيد يحي ولد كبد إلى أن الخلية أنجزت منصة إلكترونية وآليات لمتابعة تنفيذ المشاريع بشكل دائم، وتصدر بشكل دوري تنبيهات ومذكرات توضيحية حول الاختلالات الملاحظة في المشاريع الهيكلية واقتراح الحلول المناسبة، مؤكدا أن الخلية ستواصل الجهود المقام بها من أجل إمداد السلطات بالخبرة والمشورة الكافية.
وقال إن الخلية تطمح لأن تكون رافعة لإحداث التغيير المنشود بخصوص صياغة وتنفيذ ومتابعة المشاريع الاستراتيجية.
وفي الجلسة الثانية، قدم مدير التشغيل في وزارة التشغيل والتكوين المهني السيد الشيخ أحمد أيه عرضا عن حصيلة إنجازات قطاعه خلال السنوات الأربع الماضية، مبرزا أن القطاع يعمل على تنفيذ جملة من المشاريع الرامية إلى ضمان تشغيل الشباب بصفة سلسة ودائمة.
وأكد أنه تم في هذا الإطار اتخاذ جملة من الإجراءات، من بينها إعداد شبابيك للتشغيل من أجل تقريب الخدمات من طالبي العمل ومواءمة التشغيل والتكوين مع متطلبات سوق العمل.
واستعرض السيد الشيخ أحمد أيه الاستراتيجية الوطنية للتشغيل التي يتم تنفيذها مع مختلف الشركاء، وخاصة القطاع الخاص والممولين الدوليين.
وقال إن الاستراتيجية تتمحور حول أربعة محاور أساسية هي مواءمة السياسة الاقتصادية الوطنية والسياسات القطاعية مع التشغيل، وتعزيز قدرات المرافق العمومية للتشغيل والدمج، وتوجيه تنمية رأس المال البشري وفق منطق يرتكز على الطلب، وتنمية إطار حكامة التشغيل.
واستعرض مدير التشغيل خلال عرضه، حصيلة الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية في مجال التشغيل.
وبدوره قدم المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل “تشغيل” السيد أجيه ولد سيداتي، عرضا عن الوكالة وحصيلة انجازاتها، بدأه بتوجيه الشكر للوكالة الموريتانية للأنباء على تنظيم هذا اليوم الذي يجمع بين الشباب والفاعلين في مجال التشغيل، مؤكدا أن التشغيل يحتل اهتماما خاصا في برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وبعد أن استعرض المعطيات المتوفرة حول البطالة والفرص المتاحة في القطاع الخاص، تحدث المدير العام لوكالة “تشغيل” عن سياسات الوكالة في مجال التشغيل، والبرامج التي اعتمدتها والتي تتمثل في برامج: “التشغيل الذاتي”، “التشغيل والدمج المهني”، “تنمية الكفاءات”، و”رصد سوق العمل”.
وعدد السيد أجيه ولد سيداتي الانجازات التي حققتها الوكالة ومن أهمها توسيع شبكة الوكالات المحلية من 6 إلى 22 وكالة لتقريب الخدمة من المواطنين، وإنشاء وتطوير نظام للمعلومات “دليل”، لافتا إلى أن الأنشطة التي قامت بها الوكالة ساهمت في خلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل.
كما قدم مدير التكوين المهني السيد سيد أحمد ولد اييه عرضا عن الإنجازات التي تحققت في مجال التكوين المهني والمشاكل التي يواجهها هذا القطاع من عزوف الشباب الموريتانيين عن بعض الوظائف وإقبالهم على التكوين في المحاسبة والسكرتيريا رغم حاجة السوق لها ولو بنسب ضعيفة.
وأشار إلى أن الوزارة أطلقت مؤخرا حملة للتحسيس بأهمية التكوين المهني واسهاماته في امتصاص البطالة.
أما الجلسة الثالثة فقد تضمنت عرضا قدمه السيد دداه فاضل مدير البرمجة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، استعرض فيه الجهود التي قامت بها الوزارة، خاصة في مجال الشباب والثقافة، كإعادة هيكلة المجلس الأعلى للشباب واستحداث لائحة خاصة بالشباب في الانتخابات التشريعية مما سمح بدخول 11 شابا للبرلمان.
وأضاف أن القطاع يعمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب طويلة المدى 2022- 2030 لتمكين الشباب ودعم تكوينهم بناء على مشاورات واسعة مع الشباب وهيئات دولية، إلى جانب أربع برامج موجهة للشباب مكن بعضها من تمكين عشرات الآلاف حتى الآن.
وتضمنت الجلسة الرابعة عرضا لوزارة الوظيفة العمومية والعمل قدمه السيد ابراهيم مسعود المكلف بمهمة في الوزارة أكد فيه أن الوظيفة العمومية تظل الرافعة الأساسية للتشغيل ورفع التحديات عن الشباب.
وأشار في هذا الصدد إلى تضاعف أعداد المكتتبين في القطاع العام في السنوات الأربع الأخيرة، مع تذليل جميع الصعاب التي كانت تقف عائقا أمام ولوج الشباب للمسابقات.
وتم خلال الجلسة الخامسة تقديم عرض عن اللجنة الوطنية للمسابقات، استعرض فيه السيد محمد ولد محمد الحافظ، عضو اللجنة، مهامها والمراحل التي مرت بها، مؤكدا أن اللجنة سلطة مستقلة من بين أهدافها الشفافية والعدل في الولوج للوظيفة العمومية.
وتطرق إلى الإصلاحات التي تم استحداثها خلال السنوات الماضية من أجل ضمان المزيد من الشفافية في العمل كالترتيب الاستحقاقي في المسابقات بدل الترتيب الأبجدي الذي كان معتمدا، واستحداث لجنة خاصة بالتوهيم، ومنصة الكترونية للترشيح عن بعد.
أما الجلسة السادسة فتضمنت عرضا للأمين العام للمجلس الوطني للشباب السيد احمد محمد المختار إسماعيل، استهله بورقة تعريفية عن المجلس وأهدافه وهيكلته الجديدة.
وقال إن المجلس نظم عدة لقاءات تشاورية مع الشباب للوقوف على اهتماماتهم وتطلعاتهم في مختلف المجالات، موضحا أنه عاكف حاليا على جملة من البرامج التي ستشكل إضافة نوعية للشباب.
وتركزت الجلسة السابعة والأخيرة حول جهود القطاع الخاص في مجال تشغيل الشباب، قدمه السيد محمد خالد عضو اتحاد أرباب العمل الموريتانيين منوها بالعناية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية للتشغيل.
وتطرق السيد محمد خالد في مداخلته، للسياسات التي قام بها القطاع الخاص لمواكبة السلطات العمومية في مجال التشغيل والتكوين المهني مضيفا أنه شكل خلية تعنى بهذا المجال.
وقال إن الشباب المكون والمؤهل يمتلك القدرة على جلب المستثمرين وفي نفس الوقت بإمكانه خلق طبقة متوسطة تساهم في حركة السوق.
وقد أشفعت العروض بنقاشات من طرف المشاركين في الندوة، والذين يمثلون كافة المتدخلين والفاعلين والمهتمين في المجال، إضافة إلى مشاركة واسعة من طرف الشباب.