أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الجمعة ضمن برنامج النسخة الحادية عشر من مهرجان مدائن التراث، على إطلاق مكونة تنمية مدينة تيشيت التاريخية.
وتشمل هذه المكونة تدشين مشروع تعزيز وتحسين منظومة تزويد مدينة تيشيت بالماء الصالح للشرب، ومشروع تعزيز البنية التحتية الكهربائية الذي بدأ العمل فيه منذ أربعة أشهر، ووضع حجر الأساس لانطلاقة الأشغال في بناء عدد من المنشآت التعليمية والإدارية.
وأوضح معالي وزير المياه والصرف الصحي، السيد سيد محمد ولد الطالب أعمر، الذي تحدث باسم قطاعه ونيابة عن قطاعي البترول والطاقة والمعادن، والإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، أن هذه المنشآت التنموية يأتي تنفيذها في إطار برنامج مهرجان المدائن ترجمة للاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للثقافة وروافدها والنهوض بالحقل الثقافي وتوظيف قواه الناعمة خدمة للتنمية.
وأضاف أن تحسين منظومة الإنتاج في مدينة تيشيت التي كلفت 6ر95 مليون أوقية قديمة على نفقة الدولة مكنت من الاستفادة من ثلاثة آبار أنبوبية جديدة وإعادة تجهيز بئر أخرى، مما أتاح زيادة الإنتاج من 192 مترا مكعبا في اليوم إلى 504 مترا مكعبا من المياه العذبة في اليوم.
وأشار إلى أن هذه المكونة تم في إطارها كذلك تأهيل شبكة التوزيع القديمة وتوسيعها على امتداد ست كيلومترات، وإنجاز 300 توصيلة منزلية جديدة.
وقال إن مشروع تعزيز البنية التحتية الكهربائية تم في إطاره اقتناء وتركيب محطة توليد هجينة بقدرة 300 كيلووات للساعة وأربع محولات ومنشآت للهندسة المدنية اللازمة ومد 5ر10 كيلومتر من الشبكات مختلفة الجهد مزودة بإنارة عمومية.
ونبه إلى أن هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 634 مليون أوقية قديمة، والذي بلغت نسبة تنفيذه 80%، سيوفر 1000 توصيلة منزلية في مدينة تيشيت، إضافة لدوره في الحد من الفقر من خلال تحفيز الأنشطة المدرة للدخل وتعزيز الأمن وتثبيت المواطنين في أماكنهم الأصلية.
وأشار إلى أن المنشآت التعليمية التي سيبدأ تنفيذها في مدينة تيشيت تشمل إعادة بناء وتوسعة ثانوية تيشيت وتوسعة مدرسة وإعدادية تيشيت، وبناء مدرسة ابتدائية من 6 فصول في آقريجيب، وبناء مكاتب ومسكن رئيس المركز الإداري في لخشب، وترميم منصة الاحتفالات في تيشيت ومكاتب وسكن حاكم المقاطعة.
وأضاف أن هذه الإنجازات تأتي بعد اعتماد مخطط عمراني جديد لهذه المدينة يؤمن توسعا عمرانيا وفق المعايير ويخلق فضاء يضمن انسيابية الحركة ويوفر الخدمات العامة لتكون في متناول الجميع، مشيرا إلى أن هذا المخطط تضمن على وجه التحديد تخصيص 212 قطعة للسكن ومساحة لبناء سوق كبير، و 14 قطعة للاستخدام التجاري، ومسارات محددة للطرق الداخلية.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات من شأنها أن تعطي دفعا قويا للأنشطة التنموية في مدينة تيشيت لتمكين هذه القلعة التاريخية من استعادة ألقها وتطوير جاذبيتها لتعود كما كانت مركزا تجاريا حيويا.
كما تشمل مكونة تنمية تيشيت التي أشرف فخامة رئيس الجمهورية على إطلاقها اليوم إنشاء واحات نموذجية في كل من تيشيت وآقريجيت ولوديات، مما يمكن من غرس 3600 نخلة وزراعة مساحات جديدة من الخضروات، وتأهيل واحة تيشيت القديمة.
وأوضح وزير الزراعة، السيد يحيى ولد الوقف، في كلمة بالمناسبة، أن إنجاز هذه المشاريع سيمثل نقلة نوعية في حياة ساكنة هذه المناطق النائية والمعزولة، من خلال تمكينهم من الارتباط بالأرض والاستفادة من زراعة النخيل والخضروات مما يساهم في الرفع من مستواهم الصحي والمعيشي سبيلا إلى تحقيق حياة كريمة ومستقرة.
وأشار إلى أن الوضعية الغذائية العالمية تتطلب منا جميعا، كل من موقعه، مضاعفة الجهود من أجل المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لبلادنا، مشيرا إلى أن فخامة رئيس الجمهورية وخلال إشرافه على افتتاح الحملة الزراعية الجارية أعطى تعليماته للحكومة من أجل تعبئة كل الجهود سبيلا إلى زيادة الإنتاج الزراعي.
وتضم مكونة تنمية تيشيت كذلك إنشاء مشروع مركز التربية المندمجة والمتكاملة الذي سيضم مركزا لتطوير المجترات الصغيرة ومركزا لتربية الإبل، ووحدة لتربية الدواجن، ووحدة متكاملة لإنتاج الألبان ومشتقاتها، وبناء بئر ارتوازية لسقي الماشية، وزراعة أربعة هكتارات من الأعلاف الخضراء، وتشييد مباني إدارية لصالح مفتشية البيطرة في تيشيت وعيادة بيطرية وسكن للمفتش، إضافة إلى إنشاء وحدة صناعية مصغرة لتثمين “أمرسال” مع إدخاله في تغذية الماشية.
وأوضح معالي وزير التنمية الحيوانية، السيد محمد ولد عبد الله ولد عثمان، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المشروع سيساهم بالدرجة الأولى في تحقيق الأمن الغذائي لسكان مدينة تيشيت العريقة، فضلا عن كونه سيكون نموذجا يمكن تعميمه في التجمعات السكنية الكبرى، ليخلق بذلك قيمة مضافة لمنتجاتنا الوطنية، ومواطن للشغل الدائمة في الريف والتجمعات الحضرية.
وأضاف أن سكان مدينة تيشيت يعلقون آمالا كبيرة على هذا المشروع الذي سيتم تنفيذه خلال 11 شهرا، والذي يؤسس لمرحلة جديدة من مراحل الاكتفاء الذاتي، مشيرا إلى أن هذا المشروع تم تصميمه وتمويله ضمن برامج الوزارة حيث تمت تعبئة تكلفته المالية التي تقدر بحوالي 600 مليون أوقية قديمة.
جرى حفل إطلاق هذه المكونة بحضور زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية، ووالي تكانت، وأعضاء الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، ورئيس المجلس الجهوي لتكانت، ورؤساء التشكيلات السياسية الوطنية، وممثلي بعض الهيئات الدبلوماسية، والسلطات الإدارية والأمنية في ولاية تكانت.