بدأت مساء أمس الأحد في انواكشوط، ندوة حول ”البعد الاجتماعي في خطاب فخامة رئيس الجمهورية” بمناسبة عيد الاستقلال الوطني، منظمة من طرف مؤسسات الإعلام العمومي.
وقال وزير الصحة السيد المختار ولد داهي، إن البعد الاجتماعي احتل مكانة بالغة الأهمية في برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، حيث مثل نسبة 50% من هذا البرنامج.
وأضاف معالي الوزير أن الجميع متفق على أن ما تحقق في السنوات الثلاث الأخيرة في المجال الاجتماعي غير مسبوق، مقارنة مع العقود الماضية.
وأكد أن ما تحقق تم اعتمادا على”التهدئة السياسية التي ظلت سائدة في البلد خلال السنوات الثلاث الماضية، وأوصلته إلى تشاور سياسي أفضى إلى آجال انتخابية، ولجنة انتخابية توافقية”.
وأوضح وزير الصحة أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، استقبل خصومه السياسيين، وزعماء المعارضة ورؤساء احزابها، وتشاور معهم واستمع إليهم، وهي مبادرة لم يسبقه إليها رئيس على مر التاريخ السياسي للبلاد، مؤكدا أن فخامة الرئيس ظل محافظا على خط التشاور ومحاولة الإجماع بين الطيف السياسي، مما مكن من تنفيذ السياسات الاقتصادية في جو من الهدوء السياسي والإجماع.
وفي المجال الصحي قال الوزير إنه “تم استحداث مجانية التكفل بالإنعاش، من حيث الحجزُ والأدوية، وأن أي مريض يدخل الإنعاش يعفى من دفع أية أوقية”.
وأضاف أنه خلال العام 2022 استفادت 54 ألف امرأة من التكلفة الجزافية للحمل، حيث تدفع المرأة الحامل 4500 أوقية قديمة، وتتكفل الدولة بعلاجها طوال فترة الحمل وشهرين بعد الولادة، هذا بالاضافة إلى العلاج المجاني لضحايا حوادث السير ونقلهم، والتكفل بإجراءات رفع المرضى، مؤكدا أن هذه القرارات لم تتخذ قبل العام 2019.
وفيما يخص البنى التحتية الصحية أكد الوزير أنه تمت الأشغال في مستشفى أطار بنسبة 98%، من حيث البناء والتجهيزات، وأن الأشغال في مستشفى سيلبابي اكتملت، وسيتم تجيهزه من ميزانية الدولة لهذا العام.
ومن جانبها أكدت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، السيدة صفية بنت انتهاه، أن خطاب فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني، كان خطابا تاريخيا بامتياز، حيث تحدث عن قرارات تاريخية سيتم من خلالها تنفيذ برنامجه الاجتماعي، من بينها استحداث آليات ستمكن من تسريع وتيرة البرامج الاجتماعية، وزيادة الأجور مما ينعكس ايجابيا على حياة المواطن.
وأكدت أنه “لأول مرة يشعر المواطن بأن الدولة تقف إلى جانبه، إذ لايوجد أي مواطن سواء داخل البلد أو خارجه استنجد بالدولة إلا أنجدته ومدت له يد العون.
وأشارت الوزيرة إلى أنه تم وضع برنامج التحويلات النقدية لفائدة الفئات الهشة وأصحاب الأمراض المزمنة، واستفاد منه 3300 مريض يتلقون الإعانات بشكل منتظم، مع التكفل التام بعلاج مرضى الفشل الكلوي، إضافة إلى دعم آلاف النساء بتمويل مشاريع مدرة للدخل.
وأشارت الوزيرة إلى أنه سيتم قريبا إطلاق قناة الأسرة، من أجل تغيير الصورة النمطية عن المعوقين، ومحاربة العنف ضد المرأة.
وبدوره قال المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء ”التآزر” السيد محمد عالي ولد سيد محمد، إن خطاب فخامة رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال كان خطابا تآزريا.
واستعرض السيد المندوب العام للتآزر حصيلة إنجازات تآزر في الأعوام الثلاثة المنصرمة، بلغة الأرقام، ومن ذلك استفادة 88.263 أسرة متعففة من الضمان الصحي حتى الآن، ومنح أكثر من 37 مليار أوقية قديمة في إطار التحويلات النقدية للطبقات الأكثر فقرا، و 2216 تمويل للنشاطات المدرة للدخل والقروض الحسنة التي خلقت 10 آلاف فرصة عمل مباشرة.
وأضاف أنه تم إنجاز تسعة سدود كبرى وثمانية قيد الإنجاز، وإنجاز 455 من الحواجز الترابية لفائدة المزارعين في المناطق الأكثر هشاشة، وبناء 98 مدرسة تحتوي على 653 فصلا مُجهَّزا بالطاولات والأدوات المدرسية وتتسع هذه المدارس لما يناهز 49.225 تلميذا، وتنفيذ برنامج الكفالات المدرسية الذي يتكفل بما يناهز 66 ألف تلميذ في كافة التراب الوطني.
وبين المندوب العام للتآزر، أنه تم إنشاء عشرين منشأة صحية وتجهيزها إضافة إلى 17 منشأة صحية أخرى مازالت قيد الإنجاز من بينها مستشفى بالميناء ومركز لتصفية الكلى بتيارت، وإنشاء برنامج وطني لمكافحة سوء التغذية عند الأطفال يتكفل بما يناهز 30 ألف طفل، وإنشاء 70 شبكة مائية اكتملت منها 34 و34 قيد الإنجاز واثنتان تم توصيلهما للربط بمشروع آفطوط الشرقي.
وأكد أنه تم إنجاز 96 بئرا ارتوازية اكتملت منها 37 و59 قيد الإنجاز، وتمت كهربة 21 بلدة قيد الإنجاز، وتزويد الأسر المتعففة الأكثر فقرا بما يناهز 20 ألف قنينة غاز معبأة بأفرانها ومواقدها، وتمويل 455 تعاونية إنتاجية في مجالات الزراعة والصيد القاري والصيد البحري، وتوزيع 50 ألف متر من السياج ولوازمه من أعمدة وأبواب وأسلاك على جميع المجالس الجهوية في الداخل لدعم الزراعة، وتوزيع 123 سيارة ثلاثية العجلات لصالح التعاونيات في مجال الزراعة والصيد القاري والبحري، ومساعدة 112.032 أسرة متعففة في التصدي للأزمات في فترات الشح، ومساعدة 396.292 أسرة متعففة من أجل التصدي لجائحة كوفيد 19، وتمت كذلك مساعدة 4.502 أسرة متعففة تضررت من مياه الأمطار في هذه السنة المنصرمة، وتوفير المواد الغذائية الأساسية بأسعار مدعومة بما يناهز 1750 دكانا في كافة أنحاء التراب الوطني.
وبدورها قالت مفوضة الأمن الغذائي السيدة فاطمة بنت خطري، إن الوقت يضيق عن بسط حصيلة برنامج فخامة رئيس الجمهورية في المجال الاجتماعي، واصفة إياه بإنه برنامج اجتماعي بامتياز، مضيفة أن ما عُرض خلال هذه الندوة واقعي وحقيقي ويلامس هموم المواطنين.
وفي معرض حديثها عن الأمن الغذائي أكدت مفوضة الأمن الغذائي أن الأمن الغذائي هو موضوع الساعة بالنسبة للعالم أجمع، وخاصة في الفترة الأخيرة التي شهدت ظهور جائحة كورونا التي هزت اقتصادات البلدان كلها، وسببت مشاكل حقيقية وانهارت بسببها بعض الدول وعجزت بسببها دول أخرى عن تحقيق الأمن الغذائي، وهي التي كانت مصدر تمويل للدول الأخرى، وأصبح الشغل الشاغل لكل دولة هو تأمين نفسها في مجال الأمن الغذائي، إضافة إلى تبعات الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأوضحت أن صمود بلادنا في جو كهذا، بعد التركة التي ورثها رئيس الجمهورية، ووصولها إلى هذا المستوى الذي وصلت إليه اليوم، كله دليل على عمل خارق أُنجِز، وإرادة قوية وعمل جاد متكامل في الأدوار.
وأضافت السيدة المفوضة أنه على الرغم من موجة الجفاف التي ضربت بلادنا2021 نظرا لشح الأمطار وعلى الرغم من تزامن كل تلك العوامل السلبية التي ذكرت، فإن تقييم الوضع إيجابي لعدم ظهور نفوق في الثروة الحيوانية ولم تظهر مجاعات ولا وضعيات كارثية لأن الحكومة كانت حاضرة مما يدل على وجود إرادة قوية وبرنامج وتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية لأخذ كافة التدابير من أجل تأمين البلد وتأمين المواطنين.
وأشارت السيدة فاطمة بنت خطري إلى أن كل تلك الانجازات لم تحدث اعتباطا وإنما هي نتيجة كذلك للاستشراف الذي تميزت به هذه المرحلة، مستدلة بحصول بلادنا على تموين السوق من مادة القمح في لحظة يصعب فيها الحصول على تموين السوق من هذه المادة، ومبينة كذلك تجاوز موريتانيا إشكالية القدرة على التخزين، ومشكل النقل والتوزيع، مشيرة إلى أن الدور الذي تقوم به المفوضية تضاعف وتشعب في الآونة الأخيرة.
ونشير إلى أن الندوة تخللتها مداخلات لعدد من الولاة حيث أستعرضوا كل على حدة أهم ما تم انجازه في المجال الاجتماعي في هذه الولايات.
كما نُظمت هذه الندوة بحضور مستشارين برئاسة الجمهورية والوزارة الأولى وخبراء ومختصين في المجال الإجتماعي.