قدم خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة ذكرى الاستقلال الثانية والستين (62) المجيدة صورة مكتملة الأبعاد للمخطط الذي عمل ويعمل على بناء الدولة الموريتانية عليه ، حيث أظهر هذا الخطاب التاريخي أن دعائم هذا المخطط هي الوحدة الوطنية والهوية الإسلامية، والتعليم الجاد، وأن أساسه، هو العدل والعدالة في توزيع الثروة وأن سقفه هو الحريات المصونة، وسيادة القانون، والأمن الغذائي، وأن جدرانه هي التنمية الاقتصادية، وأن سياجه هو احترافية الجيش والأمن والدبلوماسية الرصينة.
فجاء الخطاب مشكلا نقلة مهمة في مضامين الخطابات الرئاسية المعهودة، بمضمون متلاحم ومتكامل، وبحصيلة إنجازات قائمة بنفسها، حاملا معه مكارم رئاسية سخية ومعبرا عما يكنه رئيس الجمهورية من اهتمام وتطلع لحاضر وغد أفضل وعيش أرغد للأمة الموريتانية جمعاء.
ولقد أظهرت حصيلة الإنجازات الباهرة التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وبلغة الأرقام الواضحة والمؤشرات الثابتة والمعطيات على الميدان حجم الجهد والعمل الوطني المخلص الذي قيم به ويقام به خدمة للدولة وسعيا لرفاهية المواطنين والرفع من قدراتهم، من خلال زيادة الرواتب والعلاوات، ودعم المواد الأساسية.
وقد شكل هذا العيد مناسبة وطنية لاستحضار قيم التضحية والوفاء وبدأ عهد جديد، من العمل والعمل المتواصل والجدية، وأصبحت الخطابات ذات مغزى مؤثر ورسالة واضحة، وهدف تغييري متميز.
ولسنا هنا في وارد الحصر لما تضمنه هذا الخطاب التاريخي من قيم سياسية في الإخاء والوحدة الوطنية والتشاور والتهدئة وتغليب روح الحوار، بعد استلال فتيل الأزمة السياسية، ولا فيما استعرضه من قيم الحكم الرشيد ومحاربة الفساد والتحديث المتواصل، ضمن رسائل متعددة وجهها الخطاب إلى مختلف قطاعات ونخب وجماهير الأمة الموريتانية.
فقد أبان بناء خطاب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني- مع حديثه عن المنجز الضخم بلغة الأرقام- عن فلسفته في الحكم، وحدد مفهومه للسلطة، وكشف عن رؤيته للدولة، بطريقة أبسط وأوضح وأعمق مما يمكن أن يقدمه أي شرح نظري في أي خطبة أو خطاب، ولو أخذ مساحة أوسع، وحجما أكبر.
ومع أننا لا نستطيع أن نحدد من بين العوامل التي تضافرت في عملية البناء التي يقودها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أيها كان له الفضل فيما نشاهده اليوم على أرض الواقع وما تحدث عنه خطاب الذكرى الثانية والستين بلغة الأرقام والشواهد الملموسة فإنه كانت على رأسها في معركة البناء المتواصلة تلك القيم الأخلاقية السمحة وروح المسؤولية والتشاور واحترام الجميع والاستماع إليه وبناء الثقة بين المواطنين والدولة وسيادة قيم الجمهورية والفصل بين السلطات وبناء جيش وطني جمهوري نعتز ونفتخر اليوم بقوته وتنظيمه وحفظه للأمن داخليا وخارجيا بالإضافة إلي محاربة الفساد ووضع مختلف الآليات لذالك واحترام ومشاركة مختلف الطيف السياسي وجمعه على طاولة واحدة والحرص علي إشراك الجميع والأخذ برأيه أغلبية ومعارضة.
لقد كان لبرنامج "تعهداتي" لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تميزه وشموليته وروعته في الطرح والأسلوب لما يمثل من آمال وتطلعات وأحلام الأمة الموريتانية وهو ما تعمل الحكومة علي تجسيده واقعا معاشا ينعم الجميع بقطف ثماره ولقد أصبح من المؤكد اليوم أن برنامج "تعهداتي" وبكل جدارة قادر على الدفع بالبلاد نحو الاستقرار والتنمية والبناء والتقدم والازدهار في مختلف المجالات وفي جو يطبعه الأمن والسكينة والاحترام .
وفيما تحقق خلال ثلاث سنوات في ظروف صعبة وزمن غير مسعف، ووضع دولي وإقليمي غير موات دليل على حركية وتيرة الإنجاز الدائبة ومركزية المواطن في سياسيات وفكر رئيس الجمهورية.
فقد كانت الزيادة المعتبرة لرواتب الموظفين ودفع المكفاءات التشجيعية للمعلمين والأساتذة ورفع الحد الأدنى للأجور وزيادة الإعانات العائلية بشرى خير واطمئنان للشعب الموريتاني كافة كما كان للحصيلة الاجتماعية من تأمين لأكثر من مائة ألف مواطن وتوزيعات لمئات المليارات على الأسر الضعيفة من طرف برامج تآزر وإطلاق عدة مشاريع اقتصادية واجتماعية والبدء الفعلي في إطلاق وتجسيد المدرسة الجمهورية بالإضافة إلى تدشين محاور طرفية بين المدن وأخرى حضرية ووضع حجر الأساس للعديد من مشاريع البني التحتية كالمدارس وتوسعات الجامعة وانتشار المحاظر وتشجيع العلم والعلماء وإنشاء دار المصحف الشريف وجائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية واكتتاب الأئمة والمؤذنين وبناء مقر المدرسة الوطنية للإدارة وعدد من مقرات القطاعات الوزارية والشبكات الكهربائية والمائية داخل البلاد ورفع التغطية الصحية والتكفل بالعديد من المرضي والمعوزين والانحياز للضعفاء والمساكين والمهمشين ومحاربة خطاب الكراهية وتعزيز اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية إضافة إلى إطلاق العديد من المشاريع الزراعية والتشغيل والصيد والتنمية الحيوانية.
وإن حلم المدرسة الجمهورية الذي مكث في رحم الغيب عقودا من الزمن أضحى اليوم حقيقة ماثلة، بفضل الإرادة الصلبة لفخامة رئيس الجمهورية، وعبئت له كل الموارد اللازمة، وخصص له صندوق تمويلي بسقف يصل إلى ملياري أوقية.
وحتى لا يتوقف قطار التمدرس عند محطة دون المنتهى، فقد شرع في مضاعفة الطاقة الاستيعابية لجامعة نواكشوط، لتفيض مقاعد الدراسة في التعليم العالي عن عدد الحاصلين على الباكلوريا. هذا مع توسع عائلة المعاهد المتخصصة، واتساع قطب مدارس المهندسين.
بالإضافة إلى تعزز الكادر التربوي باكتتابات كبيرة، ناهزت 8000 مدرس وورشة بنية تحتية أنجزت حتى الآن 1650 حجرة دراسية وستنتهي الأشغال في 1500 حجرة أخرى مع نهاية العام الدراسي الحالي، إضافة إلى زيادات معتبرة في رواتب وعلاوات المدرسين، ومراجعة البرامج ثم توحيد الزي الرسمي لطلاب الابتدائية.
وهي خطوات لا يمكن أن تمر عابرة في ذاكرة الأجيال بل ستترك وقعا طيبا في الذاكرة الوطنية لتاريخ التعليم الهادف، هذا بالإضافة إلى تطوير جديد وشامل في قطاع التعليم العالي يتضمن توسيعا لطاقة كليات جامعة نواكشوط والطواقم التقنية.
هذا بالإضافة إلى حجز موريتانيا لدورها الريادي إقليما وعربيا وإفريقيا ودوليا وحضورها الدبلوماسي المتميز وسياستها الأمنية الناجحة أمور من ضمن أخرى كثيرة نعتز ونفتخر بها في ظل هذه القيادة الراشدة ويعجز المقام عن ذكرها هنا جميعا.
فهنيئا لكم فخامة الرئيس بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد وهنيئا للشعب الموريتاني بهذه الحصيلة المشرفة الواردة في خطابكم وتلك الآفاق الواعدة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ومزيدا من التقدم والازدهار لموريتانيا الأبية.