قال وزير الإعلام الأسبق الكورى ولد عبد المولى إن العشرية الأخيرة خلفت خسائر كبيرة وأربكت سير المجتمع نحو دولة المؤسسات، رغم وجود بعض المنجزات فى بعض القطاعات الحكومية والعسكرية والأمنية.
وقال الكورى ولد عبد المولى فى حديث مع موقع زهرة شنقيط إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى أختار طريقة سلسلة
للتعامل مع الملف الذى ورثه عن سلفه، والتركة الثقيلة التى تسلمها عشية توليه مقاليد الحكم بموريتانيا ٢٢ أغشت ٢٠١٩، بدل حسم الأمور بمنطق المستعجل وتصفية النخبة السياسية الحاكمة، أو استخدام منطق الإقصاء والتهميش.
ورأي الوزير السابق الكوري ولد عبد المولي بأن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى مد يد التعاون والتفاهم والحوار للقوى السياسية المعارضة، وأنهى منطق القطيعة والصدام، لكن المعارضة لم تبادله نفس الشعور، أو على الأقل لم تقنع جمهورها بقيمة الهدوء الذى تحقق، ولم تساهم فى خلق بيئة صالحة للانتقال من مرحلة التهدئة والتشاور إلى مرحلة جديدة من العمل المشترك والبناء ومواجهة التحديات المطروحة أمام الرئيس ومعاونيه.
كما أن الأغلبية الداعمة للرئيس تعاملت مع الواقع بقدر كبير من الفتور لاينسجم والعقد السياسى القائم بينها وبين الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزوانى ، وكأنها أسلمت التحول الكبير الذى تمر به البلاد للطيف السياسى المعارض سابقا، أو تنتظر الإشراك فى مشهد يفترض أنها معنية به قبل أي طرف آخر.
والجميع الآن يطرح بإلحاح كيف يواجه البعض حرص الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى ومعاونيه على التهدئة بتصعيد الأمور إعلاميا وميدانيا، فى رفض واضح لمنطق الحوار، أو اللجوء للضغط من أجل الحصول على نتائج حوار لما ينطلق بعد.
وأقر الوزير السابق الكورى ولد عبد المولى بعجز الأغلبية عن احتواء الوافدين الجدد، مؤكدا أن حجم الداعمين للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، ونوعية الأطر والوجهاء الذين ساندوه يحتاج إلى إطار يسع الجميع.
ودعا الوزير السابق الكورى ولد عبد المولى النخبة الإعلامية والسياسية إلى توخي أي تصعيد قد يعصف باستقرار البلد أو يجهض مشروع التحول الحاصل، والعدول عن الترويج للأفكار البائدة (الانقلابات والفوضى)، وعدم استعجال الحصاد، ونحن لما نكمل سنتنا الثانية فى مسار يجد فيه الجميع فرصة للخروج من واقع لا أحد يريد الرجوع إليه.
نقلا عن موقع زهرة شنقيط