بعد مهرجانات الأوثان.. مهرجان الإنسان

طبعا، هي النسخة الأولى للمهرجان في ثوبه الجديد، وفي غاياته التي تتجاوز هذه المرة نفض الغبار عن تراث موريتاني منسي إلى إغاثة أناس موريتانين منسيين منذ أمد بعيد،

"كانت الدولة تأتينا هنا في المهرجانات السابقة فتنتعش المدينة طيلة أيام، نبيع كل شيء تقريبا ثم يذهب أهل نواكشوط ويعود ودان إلى العطش" يقول محمد محمود، وهو أحد الذين التقيتهم هنا، ويضيف" نحن نشرب منذ اسبوع من شبكة المياه العذبة، بعد قرون من شرب المياه المالحة".

حدثني صديقي السينمائي عبدالرحمن ولد احمد سالم، وهو أحد عناصر لجنة التنظيم، عن الجوانب التنموية التي لم يعهدها في المهرجانات السابقة، ورافقتُه في جولة استطلاع لبعضها..

على الأرض تم غرس 14 ألف نخلة، يتم ريها بالتقطير من 18 بئرا إرتوازية، على مساحات شاسعة ومسيجة..يدُها العاملة وادانية، والمستفيدون منها وادانيون..

زايده، أو ازويده، وهي إحدى أشهر الناشطات في المجتمع المدني وفي قطاع السياحة في وادان، ترى أن النسخة الراهنة ستنجح في الجانب التنظيمي لأن وزارة الثقافة أوكلت المهمة إلى السينمائي العالمي عبد الرحمن سيسيغو الذي شكل بدوره فريقا من رجال الميدان، وتثمن زايده تجديد طريق أطار- وادان، وتطالب بتعبيده، خدمة للتنمية والسياحة في المنطقة.

في سياق "تودين" نسخة المهرجان الحالية، لم تشرك وزارة الثقافة غير جمّالة المقاطعة في عرض استقبال الوفد الرئاسي وفي سباق الجمال، الذي سينظم يوم غد.

ربما هي المرة الأولى التي لم تشهد فيها مهرجانات المدن التاريخية خلافات بين المجموعات المحلية، مع أن قبائل عديدة تقطن المقاطعة، هذا الوئام حسب البعض هنا عائد إلى عراقة الشراكة بين سكان المدينة وضواحيها، وإلى تغليب الثقافة على السياسة، بالإضافة إلى سعي الجهات المنظمة إلى إبراز الجوانب التنموية لهذه النسخة..

وصل كل القادة السياسيين، وسيصل الوفد الرئاسي بعد ساعات، لإطلاق مهرجان غوث إنسان وادان.

قبله كانت الدولة تهتم فقط بحجارة وأطلال يسمونها المدن القديمة، وينسون الإنسان..د

عبد الله ولد أتفاغ المختار